Қазақстан ислам мәдениеті мұсылмандары мен білімін діни басқармасы қолдау қоры тәлімгер тағылымы



бет11/14
Дата23.01.2020
өлшемі395,81 Kb.
#56379
1   ...   6   7   8   9   10   11   12   13   14
Байланысты:
ТӘЛІМГЕР ТАҒЫЛЫМЫ

 فصل: في الاستفادة 


وينبغي أن يكون طالب العلم مستفيدا في كل وقت حتى يحصل له الفضل وطريق الاستفادة أن يكون معه )في كل وقت( محبرة حتى يكتب ما يسمع )من الفوائد.(

قيل: ما حُفِظَ فَرَّ وما كُتب قَرَّ.

وقيل: العلم ما يؤخذ من أفواه الرجال لأنهم يحفظون )أحسن ما يسمعون( ويقولون أحسن ما يحفظون.

38

الكُبراءِ يأتونني من أطراف الأرْضِ، فلا بدَّ من أن أقَدِّمَ أسبَاقهُم فببركتِهِ فاقابْنَاهُ على أكثر فقهاءِ الأمصار، وأهلِ الأرض في ذلك )الزمان( في الفقه.



وينبغي ألاَّ يُنَازِعَ أحدًا وَلا )يُخَاصِمَهُمْ( لأنه يُضيعُ أوقاته. قيل:

الْمُحسنُ سيُجزي بإحسانه، والْمُسِيءُ سيكفيه مساويه.

أنْشَدَني الشَّيخُ الإمامُ الزَّاهدُ العَاِرِفُ رُكنُ الإسلامِ محمدُ بْن أبي بكرٍ، المعروف بإمام )خَوَاهَرْ زَادَه( )مفتي الفريقين(، رحمه الله - قال: أنْشَدَنِي سلطانُ الشرِيعَةِ، و)الطريقة( يوسفُ الهمدَانِي رحمه الله:

دَعِ الْمَرْءَ لاَتَجْزِهِ على سوءِ فعلِهِ سيكفيه ما فيه وما هو فاعلُهُ.

قيلَ: من أرَاد أن يُرْغم أنْفَ عَدُوِّهِ فليكرر هذا الشِعْرَوَأنْشِدْتُ:

إذا شِئْتَ أن تَلْقى عدوَّكَ راغمًا وتَقْتُلَهُ غما وتُحْرِقَهُ هَمَّا

فَرُمِ الْعُلا وَازددْ من العلمِ إنَّه من ازْدادَ علمًا زاد حَاسِدُه غَمَّا

قيل: عليك أن تشتغل بمصالح نفسك )لابقهرِ( عدوِّك، فإذا أقمتَ مصالحَ نفسِكَ تضَمَّن ذلك قهر عدوِّك.

)وإياك( والمعاداة، فإنها تفضحُك وتُضيِّع أوقاتك.

وعليك بالتحمل، )لاسيَّما من السفهاءِ(، قال عيسى ابنُ مريم عليه السلام: احْتملُوا من السفيهِ واحدةً كيْ تربحُوا )عشرةً(.

وأنشدتُ لبعضهم:

بَلَوتُ الناسَ قرْنًا بعد قرنٍ ولم أرَ غيرَ خَتَّالٍ وقاليولم أرَ في الخطوبِ أشدَّ وقْعًا وأصْعبَ من مُعاداةِ الرِّجالِوذُقتُ مَرارةَ الأشياءِ طُرًّا وما )ذُقتُ( أمرَّ من السُّؤَال

37

 فصلٌ: في وقْتِ التحصيلِ قيلَ: وقت )التحصيلِ( من المهدِ إلى اللحدِ.



دخل الحسنُ بنُ زِيادٍ، رحمه اللهُ، في الفقهِ، وهو ابنُ ثمانينَ سنةً، ولم )يبتْ( على الفراشِ أربعينَ سنةً، فأفتى بعد ذلك أربعين سنةً. وأفضلُ أوقاته شرْخ الشباب، ووقت السحَرِ، وما بين العشاءيْنِ.

وينبغي )لطالب العلم( أن يستغرِقَ جميع أوقاته، فإذا ملَّ من علمٍ يشتغل بعلمٍ آخر. وكان ابنُ عبَّاسٍ رضي الله عنه، إذا ملَّ من الكلامِ، يقول:

هاتوا ديوانَ الشُّعراءِ.

وكان محمدُ بنُ الحسَنِ، رحمه اللهُ، لا ينام الليلَ، وكان يضعُ )عنده( دفاتِرَهُ، وكان إذا مَلَّ من نوعٍ ينظرُ في نوعٍ آخر، وكان )يضعُ( عندهُ كأسَ الماءِ، ويزيلُ نَوْمَهُ بالماءِ، وكان يقولُ: إنَّ النَّومَ من الحرارةِ.


 فصل: في الشَّفقةِ والنصيحةِ 


وينبغي أن يكونَ صاحِبُ العلمِ مشفقًا نَاصحًا، غَيْرَ حَاسِدٍ، فالحسدُ )يضره ولا ينفَعُهُ(.

وكان أستاذُنَا شيخُ الإسلامِ برهانُ الدِّين رحمه الله يقولُ: قالوا: إنَّ ابْنَ المعلِّمِ يكون عالمًِا، لأنَّ المعلّمَ، يريد أن يكونَ )تلامذته( في القرآنِ )العلماء(، فببركةِ اعتقادهِ وشفقتهِ )لتلاميذِهِ( يكون ابْنُهُ عالما. وكان يرحمه الله يحكي أنَّ الصّدرَ الأجلَّ برهانَ الأئمةِ رحمه الله جعل وقتَ السَّبْقِ لابنيهِ: الصَّدِرِ الشّهيدِ حسامِ الدِّين، والسَّعِيد نَاصِر الدِّين – رحمهما الله – وقْتَ الضَّحْوَة الكُبْرَى، بعدَ جمِيع الأسْباقِ، وكانا يقولانِ: )إنَّ( طبيعتَنَا تكلُّ وتملُّ في ذلك الوقتِ. فقال أبوهما رحمهم الله: إنَّ الغُرَبَاءَ وأولادَ

36

)لابد لطالب العلم( من تحمُّلِ النَّصْبِ والمشقَّةِ في سفر التَّعلم، كماقال موسى عليه السلام في سفر التعلم، ولم يُنقَل عنه ذلك في غيره من الأسفار “لقدْ لقينَا من سفرنا هذا نصبًا”. )الكهف:26(.



)ليُعلمَ( أن سفر التعلُّم لايخلُو عن النصبِ، لأن طلبَ العلمِ أمرٌ عظيمٌ، وهو أفضل )من( الغزاةِ عند أكثرِ العلماءِ، والأجرُ على قدر التَّعبِ والنَّصبِ.

فمن صبر على ذلك وجد لذةً )تفوقُ( سائر لذاتِ الدنيا. ولهذا كان محمدُ بن الحسنِ، رحمهما اللهُ، إذا سهِرَ الليالي، وانحلَّت لهُ المشكلاتُ يقولُ: أين أبناءُ الملوكِ )من( هذه )اللذاتِ(.

وينبغي )لطالب العلم( ألاَّ يشتغلَ بشيءٍ آخر )غير العلمِ( ولايُعرِضَ عن الفقه. قال محمدٌ رحمه الله: من أراد أن يتركَ )علمنا( هذا ساعةً فَلْيتْركهُ الساعة، )إنَّ صناعتَنا هذه من المهدِ إلى اللحدِ(.

ودخل )هو وإبراهيمُ بنُ الجراح( )على أبي يوسفَ، رحمه الله، يعودُهُ في مرضِ موتِهِ( وهو يجود بنفسه فقال أبو يُوسفَ له: )أرَمْيُ( الجماِرِ راكبًا أفضلُ أم راجلاً؟ فلمْ يعرفِ الجواب، ثم أجاب بنفسه.

وهكذا ينبغي للفقيهِ أنْ يشْتَغِل به في جميعِ أوقاتهِ، فحينئذٍ يجدُ لذةً عظيمةً في ذلك.

وقيل: رُئِيَ محمدٌ، رحمه اللهُ، في المنامِ بعد وفاتهِ، فقيلَ لهُ: كيف كنتَ في حالِ النزْعِ؟ فقال: كنتُ متأمِّلاً في مسألةٍ من مسائل الْمُكاتَب، فلمْ أشعر بخروج روحي.

قيل: إنه )قال( في آخر عمرِهِ: شغلتْني مسائل الْمُكاتَبِ عن الاستعداد ،لهذا اليوم. وإنما قال ذلك تواضُعًا.

35

 فصل: في التوكل 


ثم لا بد لطالب العلم من التوكل في طلب العلم ولا يهتمُّ لأمر الرزق ،ولا يشغل قلبه بذلك.

روى أبو جعفر روى أبو حنيفة، رحمه اللهُ، عن عبدِ الله بن الحسنِ الزُّبيدي )صاحب رسول الله (: من تَفَقَّهَ في دين الله كفاهُ اللهُ تعالى همَّهُ، ورزقهُ من حيثُ لا يحتسبُ.

فإن من )اشتغل( قلبُه بأمر الرزق )من القوت( والكسوة فقلَّما يتفرغُ لتحصيلِ مكارمِ )الأخلاقِ ومعالي( الأمور.

قيل: دعِ )المكارمَ لا ترحلْ( لبُغيتها واقْعد فإنك أنت الطَّاعمُ الكاسي.

قال رجلٌ لمنصور الحلاَّجِ، رحمه اللهُ، أوصِني: فقال: هي نفسكَ، إن لم تشغلها شَغلتْك )نفسُك.(

فينبغي لكل أحد أن يُشْغلَ نفسَه )بأعمال الخير( حتى لا تشتغل نفسُه بهواها، ولا يهتمُّ العاقل لأمر الدنيا، لأن الهمَّ والحزنَ لا يردُّ المصيبةَ، ولا ينفعُ بل يضرُّ )بالقلبِ( والعقلِ والبدنِ ويُخِلُّ بأعمال الخير. ويهتمُّ لأمر الآخرة لأنه ينفعُ.

وأما قولهُ عليه السلام: “إنَّ من الذُّنُوبِ ذنوبًا لا يُكفرُها إلاَّ هَمُّ المعيشة”. فالمراد منهُ: قدر همٍّ لا يُخلُّ بأعمال الخير، ولا يُشْغل القلبَ شُغْلاً يُخِلُّ بإحضار القلبِ في الصلاةِ، فإنَّ ذلك القَدْر من الهمِّ والقصْدِ من أعمال الآخرة.

ولا بدَّ لطَالب العلمِ من تقليل )العلائقِ الدنيويةِ( بقدِْرِ الوُسْعِ، ولهذا اختاروا الغُرْبةَ.

34

وينبغي أن يكرِّر سَبْقَ الأمسِ خمسَ مراتٍ، وسَبقَ اليومِ الذي قبلَالأمسِ أربعَ مراتٍ، والسَبَقَ الذي قبلَه ثلاثاً، والذي قبلَه اثْنين، والذي قبله )واحداً(. فهذا أدعى إلى )التكرار والحفظ.(



وينبغي ألاّ يعتاد المخافَة في التكرار، لأن الدرس والتكرار ينبغي أن يكونَ بقوةٍ ونشاطٍ، ولا يَجهر جهراً يجهد نفسَه كيلا )ينقطعَ( عن التكرار ،فخيرُ الأمور )أوساطُها.(

حُكِيَ أن أبا يوسف رحمه الله كان يذاكر الفقهَ مع الفقهاء بقوة ونشاطٍ، وكان صهره عنده يتعجّه منه في أمره، وكان يقول: أنا أعلم أنه جائع منذ خمسة أيّامٍ، ومع ذلك إنه يناظر بقوة ونشاطٍ.

وينبغي ألاّ يكون لطالب العلم فترة فانّها آفة. وكان أُستاذنا الشيخ الإمام برهان الدين رحمه الله يقول: إنّما غلبت )على( شركائي بأن لم تقع لي الفترة )والاضطراب( في التحصيل.

وكان يحكى عن الشيخ الإمام عليّ الإسبيجابي أنه وقع في زمان تحصيله وتعلّمه فترة اثنتي عشرة سنة بانقلاب الملك. وخرج مع شريكه في المناظرة ولم يتركا المناظرة وكانا يجلسان في )المناظرة( كلّ يوم ولم يتركا الجلوس للمناظرة اثنتي عشرة سنةً، )وكان( شريكه شيخ الإسلام لِلشَّافِعِيِّينَ، رحمهما الله، وهو كان شافعّياً، وكان أستاذنا الشيخ الإمام فخر الدين قاضي خان، رحمه الله يقول: ينبغي للمتفقّه أن يحفظ نسخةً )واحدةً( من نسخ الفقه، و يكرّر دائماً فيتيسّر له بعد ذلك حفظ ما )يسمع( من الفقه .

33

وأجِّل لنا. ولعله إنمالم )يقبلها( وإن كان قبول الهديّة سنّة لما رأى في ذلك مذلّة لنفسه.



وقال رسول الله : “ليس للمؤمن أن يُذلّ نفسه”. وحكي أن )الشيخ الإمام( فخر الإسلام الأرسابندي رحمه الله جمع قشور البطّيخ الملقاة في مكان خال فأكلها فرأته جارية فأخبرت بذلك مولاها فاتّخذ له دعوة فدعاه إليها فلم يقبل لهذا.

وهكذا ينبغي لطالب العلم أن يكون ذا همّةٍ عاليةٍ لا يطمع في اموال الناس. قال النبيّ عليه السلام: “إياك والطمع فإنه فقر حاضر.”

ولا يبخل بما عنده من المال، بل ينفق على نفسه وعلى غيره. قال النبيّ عليه السلام : “ الناس كلهم في الفقر مخافة الفقر.”

وكان الناس في الزمان الأول يتعلمون الحرفة ثم يتعلمون العلم حتى لا يطمعوا في أموال الناس وفي الحكمة: من استغنى بمال الناس )فقد( افتقر. والعالم إذا كان طمّاعاً لا يُبقِي حرمةَ العلم ولا يقول بالحق، ولهذا كان يتعوذ صاحب الشرع  منه ويقول: “أعوذ بالله من طمع يدني إلى طبع”. وينبغي للمؤمن ألا يرجو إلا من الله تعالى ولا يخاف إلا منه ويظهر ذلك بمجاوزة حدّ الشرع وعدمها.

فمن عصى الله تعالى خوفاً من المخلوق فقد خاف غير الله تعالى فإذا لم يعص الله تعالى لخوف المخلوق، وراقب حدود الشرع فلم يخف غير الله تعالى، )بل خاف الله تعالى( وكذا في جانب الرجاء.

وينبغي لطالب العلم أن يعدَّ ويُقَدِّر لنفسه تقديراً في التكرار، فإنه لا يستقرُّ قلبه حتى يَبلغَ ذلك المبلغ.

32

وهكذا ينبغي لطالب العلم أن يشتغل بالشكر باللسان )والجنان( والأركان والمال، ويرى الفهم والعلم والتوفيق إليه من الله تعالى ويطلب الهداية من الله تعالى بالدعاء له والتضرع إليه )فإن الله( تعالى هادٍ من استهدى، فأهل الحق وهم أهل السنة والجماعة طلبوا الحق من الله تعالى ،والحقَّ المبينَ )الهاديَ( العاصمَ، فهداهم الله تعالى وعصمهم عن الضلالة .وأهل الضلالة أُعجِبوا برأيهم وعقلهم وطلبوا الحق من المخلوق العاجز وهو العقل، لأن العقل لايدرك جميع الأشياء، )كالبصر، لا يُبصر جميع الأشياء(، فحُجبوا وعَجزوا وضلّوا وأضلّوا.



قال رسول الله : “الغافل من عمل بغفلته، والعاقل من عمل بعقله .”فالعمل بالعقل أولاً: أن يعرف عجز نفسه )عن معرفة الحق.(

قال رسول الله : “من عرف نفسه فقد عرف ربه”. فإذا عرف عجز نفسه، عرف قدرة الله تعالى، ولا يعتمد على نفسه وعقله بل يعتمد ويتوكّل على الله تعالى ويطلب )الحق منه( ومن يتوكّل على الله فهو حسبه ويهديه إلى صراط مستقيم.

ومن كان له مال فلا يبخل، وينبغي أن يتعوّذ بالله تعالى من البخل .

قال النّبيّ : “أيّ داءٍ أدوأُ من البخل”. وكان أبو الشيخ الإمام الأجلِ شمس الأئمة الحلواني فقيراً يبيع الحلواءَ وكان يعطي الفقهاءَ من الحلواء ويقول: ادعوا لابني. فببركة جوده واعتقاده وشفقته وتضرّعه )بالله تعالى( نال ابنه ما نال.

ويشتري بالمال الكتب ويستكتب فيكون عوناً على التعلم )والتفقّه( .

وقد كان لمحمد بن الحسن رحمه الله مال كثير حتى كان له ثلاثمائةٍ من الوكلاء على ماله فأنْفَقَ كله في العلم والفقه ولم يبق له ثوب نفيس فرآه أبو يوسف في ثوب خلق فأرسل إليه ثياباً نفيسة فلم يقبلها فقال: عجِّل لكم

31

وسمعتُ الشّيْـخ الإمـام الأجـلّ الأستـاذ فـخـر الـدّين، رحمه الله يقول: كانت جارية أبي يوسف أمانتاً عند محمّد رحمهما الله، فقال لها: هل تحفظين )في هذا الوقت( من أبي يوسف في الفقه شيْئا؟ فقالت: لا، إلاّ أنّه كان يكرّر ويقول: سهمُ الدّور ساقط، فحفظ ذلك منها، )و كانت تلك المسألة مشكلة على محمّد( فارْتفع إشكاله بهذه الكلمة. فعلم أن الاستفادة ممكنة من كل أحد.



ولهذا قال أبو يوسف رحمه الله، حين قيل له: بم أدركت العلم؟ قال: ما استنكفت من الاستفادة، وما بَخِلُت بالإفادة وقيل لابن عبّاس رضي الله عنه: بما أدركت العلم؟ قال: بلسان سؤول وقلب عقولٍ.

وإنما سمي طالب العلم: )ما تقول(، لكثرة ما يقولون في الزّمان الأوّل:

ما تقول في هذه المسألة؟

وإنّما تفقّه أبو حنيفة رحمه الله، بكثرة المطارحة والمذاكرة في دكانه ،حين كان بزّازاً. فبهذا يُعلم أنّ تحصيل العلم والفقه يجتمع مع الكسب .

وكان أبو حفيصٍ الكبيرُ رحمه الله يكتسب ويكرّر.

فإن كان لا بدّ لطالب العلم من الكسب لنفقة عَيَاله وغيره فليكتسبْ، )وليكرّرْ(، )وليذاكر(، ولا يكسل، وليس لصحيح البدن والعقل عذرٌ في ترك التعلُّم والتفقُّه، فإنّه لا يكون أفْقر من أبي يوسف رحمه الله، ولم يمنعه ذلك من التفقّه. فمن كان له مال كثير فنعم المال الصالح للرجل الصالح .

قيل لعالم: بم أدركت العلم؟ قال: بأب غنيٍّ. لأنه كان يصطنع به أهل العلم والفضل، فإنّه سبب )زيادة العلم(، )لأنّه شكر على نعمة العقل والعلم.(

قيل: قال أبو حنيفة رحمه الله: إنما أدركتُ العلم بالحمد والشكر فكلما فهمتُ ووُفِّقْتُ على فقهٍ وحكمةٍ فقلت الحمد لله )تعالى( فازداد علمي.

30

وفائدة المطارحة والمناظرة أقوى من فائدة )مجرد( التكرار لأن فيهتكرارا وزيادة. وقيل: مطارحة ساعة خير من تكرار شهر.



ولكن إذا كان )المناظرة( مع مُنْصِفٍ سليم الطبيعة .

وإياك والمذاكرة مع متعنت غير مستقيم الطبع فإن الطبيعة مُتَسَرِّقَةٌ مُتَغَيِّرَةٌ والأخلاق مُتَعَدِّيَةٌ والمجاورة مُؤَثِّرَةٌ.

وفي الشعر الذي ذكره الخليل بن أحمد رحمهما الله فوائد كثيرة .

قيل: العلم من شرطه لمن خَدَمَهُ أن يجعل الناس كُلَّهُمْ خَدَمَهُ.

وينبغي لطالب العلم أن يكون مُتَأَمِّلاً في جميع الأوقات في دقائقِ العلوم. ويعتاد ذلك، فإنّما يدرك الدقائق بالتّـأمّل، ولهذا قيل تأمّل تدرك .ولا بدَّ من التّأمّل قبل الكلام حتّى يكون صواباً، فإنّ الكلام كالسّهم، فلا بدّ من تقويمه بالتّأمّل قبل الكلام حتّى يكون مصيباً.

وقال في أصول الفقه: هذا أصل كبير، وهو أن يكون كلام الفقيه المناظر بالتّأمّل.

وقيل: رأس العقل أن يكون الكلام بالتّثبّت والتأمّل.

قال القائل:

أوصيك في نظم الكلام بخمسةٍ إن كنت للموصي الشفيق مطيعا

لا تغفلن سبب الكـلام ووقته والكيف والكمّ والمكـان جميعـا

ويكون مستفيدا في جميع الأحوال والاوقات، ومن جميع الأشخاص.

قـال رسول الله : “الحكمة ضآلـة المؤمن، أينما وجـدها أخذها .”وقيل: خذ ما صفا لك، ودع ما كدر.

29

أنشدنا الشيخ الإمام الأجل )قوام( الدين حماد بن إبراهيم بنإسماعيل الصفاري الأنصاري )رحمهم الله( إملاء للقاضي الخليل بن أحمد السرخسي رحمه الله تعالى فى ذلك:



اخدم العلم خدمة المستفيد وأَدِم الدرس بفعل الحميد وإذا ما حفظت شيئا أعده ثم أكّده غاية التأكيدثم علِّقْه تعود إليه وإلى درسه على التأكيد فإذا ما آمِنتَ منه فواتا فانتدب بعده بشيء جديد مع تكرار ما تقدم منه واقتناء لشأن هذا المزيد ذاكرا الناس بالعلوم لتحيا لا تكن من أولِي النُّهى ببعيد إن كتمتَ العلوم أُنسِيتَ حتى لا تُرى غَيْرَ جاهلٍ وبَليدٍ ثم أُلجِْمْتَ في القيامة نارا وتلهبت في العذاب الشديد

ولا بد لطالب العلم من المذاكرة والمناظرة والمطارحة فينبغي أن يكون بالإنصاف والتأني والتأمل.

ويحترز عن الشغب والغضب فإن المناظرة والمذاكرة مشاورة والمشاورة إنما تكون لاستخراج الصواب وذلك إنما يحصل بالتأمل والتأني والإنصاف ولا يحصل ذلك بالغضب والشغب .

فإن كانت نيته إلزام الخصم وقهره فلا يحل ذلك )وإنما يحل ذلك( لإظهار الحق.

)وأما إذا أراد التمويه والحيلة فيها فلا يجوز( إلا إذا كان الخصم متعنتا لاطالبا للحق .

وكان محمد بن يحيى رحمه الله إذا توجه عليه الإشكال ولم يحضره الجواب يقول: ما ألزمته )من السؤال( لازم وأنا فيه ناظر وفوق كل ذي علم عليم.

28

وأما قدر السبق في الابتداء: كان )أبو حنيفة رحمه الله( يحكي عنالشيخ القاضي الإمام عمر ابن الإمام أبي بكر الزرنجري رحمه الله أنه قال: قال مشايخنا: ينبغي أن يكون قدر السبق للمبتدئ قدر ما يمكن ضبطه بالإعادة مرتين ويزيد كل يوم كلمةً حتى إنه وإن طال وكثر يمكن ضبطه بالإعادة مرتين ويزيد بالرفق والتدريج فأما إذا طال السبق في الابتداء واحتاج إلى الإعادة عشر مرات فهو في الانتهاء أيضا يكون كذلك لأنه يعتاد ذلك ولا يترك تلك العادة إلا بجُهد كثير.



وقد قيل السبق حرف والتكرار ألف.

وينبغي أن يبتدئ )بشيء من العلوم( يكون أقرب إلى فهمه وكان الشيخ الإمام الأستاذ شرف الدين العَقِيلي رحمه الله يقول: الصواب عندي في هذا ما فعله مشايخنا رحمه الله فإنهم كانوا يختارون للمبتدئ صغارات المبسوطات لأنه أقرب إلى الفهم والضبط وأبعد عن الملالة وأكثر وقوعا بين الناس.

وينبغي أن يُعلّقَ السبقَ بعد الضبط والإعادة إنه نافع جدا ولا يكتب المتعلم شيئا لا يفهمه إنه يورث كلالة الطبع ويذهب الفطنة ويضيع أوقاته .

وينبغي أن يجتهد في الفهم من الأستاذ بالتأمل والتفكر وكثرة التكرار فإنه إذا قل السبق وكثر التكرار والتأمل يدرك ويفهم.

قيل: حفظ حرفين خير من سماع وقرين وفهم حرفين خير من حفظ وقرين .

وإذا تهاون في الفهم ولم يجتهد مرة أو مرتين يعتاد ذلك فلا يفهم الكلام اليسير فينبغي )ألاَّ يتهاونَ بالفهم بل( يجتهد ويدعو الله تعالى ويتضرع إليه فإنه يجيب من دعاه ولا يخيب من رجاه.

27

وحكي عن جالينوس )الحكيم( أنه قال: الرمان نافع كله والسمكضار كله وقيل السمك خير من كثير الرمان.



وفيه أيضا إتلاف المال والأكل فوق الشبع ضرر محض ويستحق به العقاب في دار الآخرة.

والأكول بغيض في القلوب.

وطريق تقليل الأكل: أن يأكل الأطعمة الدسمة ويقدم في الأكل الألطف والأشهى ولا يأكل مع الجيعان إلا إذا كان له غرض صحيح في كثرة الأكل بأن يتقوى به على الصيام والصلاة والأعمال الشاقة فله ذلك.



Достарыңызбен бөлісу:
1   ...   6   7   8   9   10   11   12   13   14




©www.engime.org 2024
әкімшілігінің қараңыз

    Басты бет